لماذا يجب تجنب استخدام تسجيل الدخول عبر وسائل التواصل الاجتماعي


يعد تسجيل الدخول الاجتماعي (Social Login) خياراً منتشر في أغلب المواقع والتطبيقات. فبدلاً من إنشاء حساب جديد، يمكنك ببساطة النقر على زر “تسجيل الدخول باستخدام فيسبوك” أو “تسجيل الدخول باستخدام جوجل”. لكن هل سألت نفسك يوماً عن مخاطر هذه الطريقة السهلة للدخول؟

مخاطر الخصوصية

تسجيل الدخول عبر حسابات التواصل الاجتماعي يفتح باباً واسعاً لمشاركة بياناتك الشخصية. عندما تسجل دخولك باستخدام فيسبوك أو جوجل، فأنت تسمح بمشاركة معلوماتك مثل اسمك، صورتك، بريدك الإلكتروني، وأحياناً حتى قائمة أصدقائك مع أطراف ثالثة.

المشكلة الأكبر هي أن العديد من المستخدمين لا يدركون حجم البيانات التي يتم مشاركتها. كما أن هناك تبادل للبيانات بين المنصات الاجتماعية والمواقع التي تزورها، مما يعني أن فيسبوك وجوجل يعرفان بالضبط المواقع التي تقوم بزيارتها وتسجيل الدخول إليها.

وفقاً للعديد من المستخدمين، هذا الشعور “بالمراقبة” مزعج للغاية. فكر فيها بهذه الطريقة: هل تريد حقاً أن تعرف فيسبوك كل موقع تزوره؟ الخصوصية هي الثمن الخفي لخدمات “المجانية” للهوية الاجتماعية.

ضعف الأمان

عندما تستخدم نفس الحساب للدخول إلى العديد من المواقع، فأنت بذلك تخلق نقطة ضعف مركزية. تخيل أن حسابك على فيسبوك تم اختراقه – هذا يعني أن المخترق سيتمكن من الوصول إلى جميع المواقع والخدمات المرتبطة بهذا الحساب.

شركات مثل فيسبوك ولينكد إن تعرضت لاختراقات كبيرة على مر السنين، حيث تم تسريب بيانات ملايين الحسابات. وفقاً للإحصائيات، فإن 65% من الأشخاص يعيدون استخدام نفس كلمات المرور عبر حسابات متعددة، مما يجعلهم أكثر عرضة للخطر.

المستخدمون الذين يعتمدون بشكل كبير على تسجيل الدخول الاجتماعي هم الأكثر عرضة للمخاطر، حيث أن تسريب بيانات الاعتماد يعرض كل التطبيقات والمواقع المرتبطة بذلك الحساب الاجتماعي للخطر.

الاعتماد على منصات خارجية

عندما تعتمد على تسجيل الدخول الاجتماعي، فأنت تضع ثقتك في أيدي طرف ثالث. إذا واجهت هذه المنصات مشاكل فنية أو تغيرت سياساتها، فقد يؤثر ذلك على قدرتك على الوصول إلى حساباتك.

تخيل أن فيسبوك أو جوجل يواجه انقطاعاً في الخدمة (وهذا حدث من قبل) – لن تتمكن من الوصول إلى أي من الحسابات المرتبطة به. كما أن بعض الشبكات مثل المدارس وأماكن العمل تحظر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يجعل الوصول إلى حساباتك مستحيلاً في هذه البيئات.

التشتت

أحد المشاكل الشائعة هي أن المستخدمين غالباً ما ينسون أي حساب اجتماعي استخدموه للتسجيل في موقع معين. فإذا كنت تقدم خيارات متعددة مثل فيسبوك، تويتر، لينكد إن، فقد ينسى المستخدم أيها استخدم ويقوم بإنشاء حساب جديد، مما يؤدي إلى وجود حسابات متعددة للشخص نفسه.

كما أن عملية التسجيل عبر الحسابات الاجتماعية تقلل من فرص التخصيص أثناء إنشاء الحساب. عندما ينشئ المستخدم حساباً تقليدياً، يمكنك جمع معلومات محددة تهمك، بينما مع التسجيل الاجتماعي، تحصل فقط على المعلومات التي تسمح المنصة الاجتماعية بمشاركتها.

بدائل أكثر أماناً

بدلاً من الاعتماد على تسجيل الدخول الاجتماعي، هناك عدة بدائل أكثر أماناً:

استخدام مدير كلمات المرور الآمن: تطبيقات مثل LastPass أو 1Password تساعدك على إدارة كلمات مرور فريدة وقوية لكل موقع.

تقديم خيارات تسجيل دخول متعددة: لا تعتمد فقط على التسجيل الاجتماعي، بل قدم خيار التسجيل التقليدي باستخدام البريد الإلكتروني وكلمة المرور.

تفعيل المصادقة متعددة العوامل: هذه الميزة تضيف طبقة إضافية من الأمان لحسابك.

مراجعة أذونات تسجيل الدخول بانتظام: تحقق باستمرار من التطبيقات والمواقع التي منحتها حق الوصول إلى حساباتك الاجتماعية وإلغاء الوصول للتطبيقات التي لم تعد تستخدمها.

صحيح أن تسجيل الدخول الاجتماعي يقدم راحة كبيرة للمستخدمين، إلا أن المخاطر المتعلقة بالخصوصية والأمان والاعتماد على منصات خارجية تفوق بكثير فوائده.

لحماية بياناتك وضمان تحكم أفضل في حساباتك عبر الإنترنت، يُنصح باستخدام طرق التسجيل التقليدية مع الالتزام بممارسات كلمات المرور الآمنة. وإذا كنت مطور مواقع أو تطبيقات، فكر دائماً في تقديم خيارات متعددة للتسجيل لضمان شمول أكبر عدد ممكن من المستخدمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *