حقائق عن اللحوم المزروعة مخبرياً
اللحوم المزروعة مخبرياً أو “اللحوم المستنبتة” هي تقنية تتيح إنتاج اللحوم من خلايا حيوانية دون الحاجة لذبح الحيوانات. بدأت هذه التقنية تأخذ حيزاً في النقاشات العالمية حول مستقبل الغذاء. تتميز هذه التقنية بكونها تجمع بين الابتكار العلمي والمسؤولية البيئية والأخلاقية. كيف تُصنع هذه اللحوم؟ وما هي فوائدها وتحدياتها؟ وهل ستصبح بديلاً للحوم الطبيعية؟
كيف تُصنع اللحوم المزروعة مخبرياً؟
عملية إنتاج اللحوم المزروعة مخبرياً تمر بعدة مراحل أساسية:
- أخذ عينة من الخلايا الجذعية من حيوان حي، وهي خلايا قادرة على التطور إلى أنواع متخصصة من الخلايا.
- وضع الخلايا في مفاعلات حيوية تحتوي على وسط غذائي يحاكي بيئة جسم الحيوان ويوفر للخلايا العناصر الغذائية اللازمة للتكاثر.
- تغيير الوسط الغذائي ليسمح للخلايا بالتمايز إلى المكونات الرئيسية للحم: العضلات والدهون والأنسجة الضامة.
- ترتيب هذه الخلايا باستخدام هياكل داعمة لتشكيل نوع اللحم المطلوب، سواء كان شرائح لحم أو لحم مفروم.
يشهد عام 2025 تطورات كبيرة في تقنيات إنتاج اللحوم المزروعة، حيث تمكنت الشركات الرائدة من استبدال المصل البقري الجنيني باكهظ التكلفة ببدائل نباتية أقل تكلفة. هذا التطور خفض تكاليف الإنتاج بنسبة تصل إلى 80% في بعض الحالات، مما يقرب هذه المنتجات من أسعار اللحوم الطبيعية.
الفوائد البيئية والأخلاقية
تقدم اللحوم المستنبتة العديد من المزايا المهمة:
الأثر البيئي: تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة والحد من استخدام الأراضي والمياه مقارنة بإنتاج اللحوم الطبيعية، الذي يساهم بنحو 15-18% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية.
الجانب الأخلاقي: القضاء على الحاجة لتربية وذبح الحيوانات، مما يحد من معاناتها ويوفر بديلاً أكثر إنسانية.
الفوائد الصحية: إنتاج اللحوم في بيئة معقمة ومتحكم بها، مما يقلل من مخاطر التلوث والحاجة للمضادات الحيوية التي تستخدم بكثرة في تربية المواشي.
الاستدامة: استخدام أكثر كفاءة للموارد لتلبية احتياجات السكان المتزايدة، خاصة مع توقعات وصول عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار بحلول عام 2050.
التحديات والمخاوف
رغم الإمكانات الواعدة، تواجه صناعة اللحوم المزروعة مخبرياً عدة تحديات:
التكلفة المرتفعة: رغم انخفاض التكاليف، ما زالت أعلى من اللحوم التقليدية.
قبول المستهلك: الشكوك حول طعم ونسيج وسلامة اللحوم المزروعة مخبرياً.
العوائق التنظيمية: تباين الموافقات التنظيمية بين الدول، مع تبني بعض الولايات الأمريكية لحظر كامل.
الآثار الاقتصادية: تأثير محتمل على صناعة الثروة الحيوانية التقليدية، التي توفر ملايين فرص العمل عالمياً.
وضع السوق الحالي
الدولة | الوضع التنظيمي |
---|---|
سنغافورة | أول دولة تسمح بالبيع التجاري (2020) |
الولايات المتحدة | موافقة على منتجات محددة من UPSIDE Foods و GOOD Meat |
المملكة المتحدة | تخطط للموافقة خلال عامين |
بعض الولايات الأمريكية | حظر كامل (ألاباما، فلوريدا، مسيسيبي) |
تقدر قيمة سوق اللحوم المزروعة مخبرياً حالياً بنحو 200 مليون دولار، مع توقعات نمو سنوي بنسبة 15% حتى عام 2030. وتتنوع الشركات الرائدة في هذا المجال، منها Aleph Farms الإسرائيلية المعروفة بإنتاج أول شريحة لحم مزروعة، و Mosa Meat الهولندية التي طورت أول برغر مستنبت، وشركات أمريكية مثل UPSIDE Foods و GOOD Meat.
مستقبل اللحوم المزروعة
مع تقدم التكنولوجيا وانخفاض التكاليف، يمكن أن تصبح اللحوم المزروعة مخبرياً جزءاً أساسياً من نظامنا الغذائي. لكن نجاحها سيعتمد على استمرار الابتكار التقني، وتطوير الأطر التنظيمية المناسبة، وتغيير نظرة المستهلكين. تشكل هذه التقنية حلاً واعداً للتحديات البيئية والأخلاقية المرتبطة بإنتاج اللحوم الطبيعي، مع احتفاظها بتجربة تناول اللحوم التي يفضلها الكثيرون.