هل لا تزال التصنيفات العمرية لألعاب الفيديو مهمة؟
مع انتشار ألعاب الفيديو بشكل واسع، أصبحت تصنيفات العمر مثل ESRB و PEGI جزءًا أساسيًا من صناعة الألعاب، لكن هل هي حقًا فعالة؟ وهل يجب أن نعتمد عليها وحدها لتحديد مدى ملاءمة اللعبة لأطفالنا؟
ما هي التصنيفات العمرية ولماذا وُجدت؟
التصنيفات العمرية مثل ESRB الأمريكية و PEGI الأوروبية تم إنشاؤها في الأصل لحماية الأطفال من المحتوى غير المناسب. هذه التقييمات تعتمد على عوامل مثل:
- مستوى العنف
- اللغة المستخدمة (الشتائم والألفاظ الخارجة)
- المحتوى الجنسي
- المخدرات والكحول
- المواضيع الحساسة مثل الانتحار أو العنصرية
لكن مع مرور الوقت، بدأت تظهر انتقادات لهذه الأنظمة، وأصبح البعض يراها غير دقيقة أو مبالغ فيها.
مشاكل في أنظمة التقييم الحالية
أحد أبرز الانتقادات هو عدم الاتساق في التصنيفات. على سبيل المثال، لعبة ألغاز بسيطة قد تحصل على تقييم “للبالغين فقط” بسبب بعض الشتائم المتكررة، بينما لعبة أخرى تحتوي على عنف شديد ومشاهد جنسية تحصل على نفس التصنيف. هذا يجعل الوالدين في حيرة من أمرهم عند اختيار الألعاب المناسبة.
مثال توضيحي:
اللعبة | النوع | سبب التصنيف | التصنيف |
---|---|---|---|
Relicta | ألغاز | لغة قوية (شتائم) | M (17+) |
GTA V | أكشن مفتوح العالم | عنف شديد، محتوى جنسي، مخدرات | M (17+) |
هل من المنطقي أن تتساوى اللعبتان في نفس التصنيف رغم الفارق الكبير في المحتوى؟
هل تؤثر هذه الألعاب حقًا على الأطفال؟
البعض يرى أن هذه الألعاب تؤثر سلبًا على سلوك الأطفال وتجعلهم أكثر عنفًا أو عرضة لتقليد السلوكيات السيئة. لكن دراسات أخرى تشير إلى أن التأثير يعتمد بشكل كبير على شخصية الطفل، بيئته الأسرية، وطريقة تعامل الوالدين مع الموضوع.
في الحقيقة، هناك أطفال بعمر 15 سنة قادرون على التعامل مع محتوى ألعاب مصنفة للبالغين دون أي مشاكل، بينما قد يكون هناك أطفال آخرون بنفس العمر غير مستعدين لذلك.
دور الآباء يتجاوز مجرد قراءة التقييم
هنا يأتي دور الأهل بشكل أساسي. لا يجب الاعتماد فقط على الرقم المكتوب على غلاف اللعبة. بدلًا من ذلك، من الأفضل:
- البحث جيدًا عن محتوى اللعبة وأسباب تقييمها.
- مشاهدة مقاطع فيديو توضيحية للعبة قبل شرائها.
- الحديث مع الطفل وتقييم مدى نضجه واستعداده للمحتوى.
- وضع قواعد واضحة حول مدة اللعب ونوعية الألعاب المسموح بها.
الدراسات تشير إلى أن تطبيق الأهل لقواعد واضحة حول استخدام الألعاب يقلل من تعرض الأطفال للمحتوى العنيف ويحد من أي تأثير سلبي محتمل.
هل نحتاج لتحديث نظام التقييم؟
الكثيرون يرون أن نظام التقييم الحالي يحتاج إلى تحديث جذري. ربما يكون الحل في إضافة تصنيفات فرعية أكثر وضوحًا أو استخدام نظام رقمي يعكس شدة المحتوى بشكل أفضل.
مثلًا، يمكن استخدام نظام رقمي من 1 إلى 5 لكل فئة عمرية لتوضيح مدى شدة المحتوى بشكل دقيق:
- عنف: 3/5
- لغة: 2/5
- محتوى جنسي: 1/5
هذا يعطي صورة أوضح للآباء عما تحتويه اللعبة بالضبط.