تسلا تستعد لافتتاح فرع في المملكة العربية السعودية
شركة تسلا الأمريكية للسيارات الكهربائية أعلنت رسمياً عن افتتاح عملياتها في المملكة العربية السعودية خلال شهر أبريل المقبل. سيبدأ تواجد الشركة من خلال حدث افتتاحي كبير في شرفة البجيري بالرياض في 10 أبريل 2025، حيث سيستمر الحدث من الساعة الثامنة مساءً حتى الحادية عشرة ليلاً.
تفاصيل الافتتاح والحدث
ستستعرض تسلا خلال الحدث مجموعة منتجاتها العالمية من السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى تقنياتها المتطورة في مجال الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي. سيتمكن الحضور من الاطلاع على:
- مجموعة سيارات تسلا الكهربائية المتنوعة
- تقنيات القيادة الذاتية عبر سيارة “سايبر كاب”
- الروبوت البشري “أوبتيموس”
- حلول الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات
وأوضحت الشركة أن فريقها سيكون متواجداً للإجابة على استفسارات الزوار حول ملكية سيارات تسلا وأنظمة الشحن المنزلي وغيرها من المعلومات.
في اليوم التالي، 11 أبريل، ستفتتح تسلا متاجر مؤقتة في ثلاث مدن رئيسية هي: الرياض وجدة والدمام، مع وعود بإعلان المزيد من التفاصيل حول خططها الاستثمارية في المملكة خلال الأسابيع المقبلة.
توقيت استراتيجي يعكس تغييرات اقتصادية
يأتي دخول تسلا إلى السوق السعودي في وقت استراتيجي يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تستهدف تنويع الاقتصاد والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. تستهدف الرؤية الوصول إلى نسبة 30% من المركبات الكهربائية في السوق، مما يمثل سوقاً بقيمة 20 مليار دولار.
السوق السعودي للسيارات يُعد الأكبر في منطقة الخليج بحجم سنوي يصل إلى 700 ألف سيارة جديدة، غالبيتها من فئة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV). حالياً، تشكل السيارات الكهربائية نسبة ضئيلة لا تتجاوز 1% من إجمالي مبيعات السيارات في المملكة.
مشهد تنافسي متنامٍ
تدخل تسلا سوقاً تتواجد فيه بالفعل شركات منافسة في مجال السيارات الكهربائية، أبرزها:
- شركة لوسيد موتورز المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)
- شركة BYD الصينية
- شركة سير (Ceer) المحلية التي تُعد أول علامة تجارية سعودية للسيارات الكهربائية
لوسيد موتورز بدأت بالفعل عمليات تجميع سياراتها في مصنعها بالمملكة، ومن المتوقع أن ينتج هذا المصنع 150 ألف سيارة كهربائية سنوياً.
علاقة متطورة بين تسلا والمملكة
العلاقة بين تسلا والمملكة ليست جديدة. في عام 2018، اشترى صندوق الاستثمارات العامة السعودي حصة تتراوح بين 3-5% من أسهم تسلا بقيمة تصل إلى 2.9 مليار دولار. لكن العلاقة شهدت بعض التوتر بعد تغريدة للرئيس التنفيذي إيلون ماسك حول نيته خصخصة الشركة بتمويل من السعودية.
مع مرور الوقت، تحسنت العلاقات بين الطرفين، وظهر ذلك جلياً في ظهور ماسك مؤخراً مع رئيس صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرمّيان في عدة مناسبات، بما فيها مباراة للفنون القتالية في نيويورك بحضور الرئيس دونالد ترامب.
يُتوقع أن يساعد دخول تسلا إلى السوق السعودي في تعويض تراجع أدائها في أسواق أخرى، خاصة مع انخفاض مبيعاتها في أوروبا بنسبة 42.6% منذ بداية العام. كما تواجه الشركة تحديات في السوق الأمريكي بسبب الارتباط السياسي لماسك وموقفه من خفض الإنفاق الحكومي.
الردود الأولية على قدوم تسلا للمملكة كانت إيجابية، حيث أبدى العديد من المستخدمين على منصة إكس (تويتر سابقاً) حماسهم الشديد لهذه الخطوة.