هل تقنية البلوتوث آمنة أم أن إشعاعاتها خطيرة؟
البلوتوث يستخدم في كثير في الاجهزة، في سماعات الأذن أو مكبرات الصوت أو حتى في السيارات. ومع انتشار هذه التقنية، ظهرت تساؤلات عديدة حول مدى أمانها، وهل الإشعاعات التي تصدر عنها يمكن أن تسبب أضرارًا صحية خطيرة مثل السرطان أو مشاكل عصبية؟
ما هي إشعاعات البلوتوث؟
قبل أن نحكم على مدى خطورة البلوتوث، يجب أولاً أن نفهم طبيعة الإشعاعات التي يصدرها. تعتمد تقنية البلوتوث على إصدار موجات كهرومغناطيسية غير مؤينة (Non-ionizing radiation)، وهي موجات ذات طاقة منخفضة لا تمتلك القدرة الكافية لإحداث تغييرات في الحمض النووي (DNA). وهذا يختلف تمامًا عن الإشعاعات المؤينة مثل الأشعة السينية (X-rays) وأشعة جاما، التي ثبت أنها تسبب السرطان بشكل مؤكد.
هل هناك خطر حقيقي؟
رغم أن معظم الدراسات تؤكد أن إشعاعات البلوتوث ضعيفة ولا تسبب السرطان بشكل مباشر، إلا أن هناك بعض الجدل العلمي حول تأثيراتها الصحية المحتملة على المدى الطويل. على سبيل المثال، صنفت منظمة الصحة العالمية (WHO) الإشعاعات الراديوية – ومنها إشعاعات البلوتوث – على أنها “ممكنة التسبب بالسرطان” (Possibly carcinogenic)، وهذا يعني أنه لا يوجد دليل قاطع حتى الآن، ولكن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث.
هناك أيضًا دراسات حديثة ربطت بين الاستخدام الطويل لسماعات البلوتوث وزيادة خطر الإصابة بعُقيدات الغدة الدرقية (Thyroid nodules)، حيث أظهرت دراسة نُشرت عام 2024 وجود علاقة بين مدة الاستخدام اليومي للسماعات وزيادة هذا الخطر.
تأثيرات صحية محتملة أخرى:
بعيدًا عن السرطان، هناك مخاوف علمية أخرى مرتبطة بالاستخدام المكثف لأجهزة البلوتوث:
- اضطرابات عصبية ومشاكل في التركيز والذاكرة.
- إرهاق عام وصداع متكرر.
- تأثيرات محتملة على الخصوبة والجهاز التناسلي.
- تغييرات طفيفة في وظائف الخلايا بسبب التعرض المطول.
لكن من المهم التأكيد على أن هذه التأثيرات ما زالت قيد الدراسة، ولا يوجد إجماع علمي كامل حول مدى خطورتها الفعلية.
مقارنة بين إشعاعات البلوتوث وإشعاعات الجوال:
نوع الجهاز | مستوى الإشعاع | نوع الإشعاع | خطر مؤكد |
---|---|---|---|
جوال | متوسط إلى مرتفع | غير مؤين | لا يوجد دليل قاطع |
سماعات بلوتوث | منخفض إلى متوسط | غير مؤين | لا يوجد دليل قاطع |
كما نلاحظ من الجدول أعلاه، فإن مستوى إشعاعات سماعات البلوتوث أقل بكثير من الجوال نفسه. وبالتالي، إذا كنت تستخدم الهاتف المحمول بشكل يومي دون مشاكل صحية واضحة، فمن المرجح ألا تواجه مشاكل أكبر مع سماعات البلوتوث.
نصائح للاستخدام الآمن:
إذا كنت قلقًا بشأن المخاطر المحتملة وتريد تقليل التعرض للإشعاع قدر الإمكان، يمكنك اتباع هذه النصائح البسيطة:
- تقليل مدة استخدام سماعات البلوتوث يوميًا.
- استخدام السماعات السلكية التقليدية عند الإمكان.
- تجنب النوم أثناء ارتداء سماعات الأذن اللاسلكية.
- اختيار سماعات ذات جودة عالية ومعايير أمان معتمدة.
حتى الآن، لا يوجد دليل علمي قاطع يؤكد أن إشعاعات البلوتوث تسبب السرطان أو أمراضًا خطيرة بشكل مباشر. ولكن من الحكمة دائمًا الاعتدال في استخدام أي تقنية حديثة. إذا كنت ممن يستخدمون سماعات البلوتوث لساعات طويلة يوميًا، ربما يكون من الأفضل تقليل مدة الاستخدام أو التنويع بين السماعات اللاسلكية والسلكية كإجراء احترازي بسيط يحمي صحتك على المدى البعيد.