ماهي لغة كوبول (COBOL) ولماذا هي مطلوبة
كوبول (COBOL) هي لغة برمجة تم تطويرها في عام 1959 بتفويض من وزارة الدفاع الأمريكية. صُممت خصيصًا للتطبيقات التجارية، حيث تبرع في العمليات الحسابية ومعالجة المخرجات النصية. وعلى الرغم من عمرها الذي يتجاوز 60 عامًا، لا تزال كوبول تحتل مكانة حيوية في البنية التحتية التقنية اليوم.
الخصائص الرئيسية للغة كوبول
برامج كوبول عادةً ما تكون متجانسة وتختلف بنيتها بشكل كبير عن اللغات الحديثة:
- تستخدم “فقرات” و”أقسام” بدلاً من الروتينات الفرعية التقليدية.
- تعتمد على هياكل بيانات ثابتة بأطوال محددة أثناء وقت الترجمة.
- تتميز بصيغة نصية مطولة تشبه اللغة الإنجليزية، صُممت لتكون قابلة للقراءة حتى لغير المبرمجين.
- ظهرت قبل مفاهيم البرمجة الحديثة مثل البرمجة الكائنية (رغم إضافة هذه الميزات في عام 2001).
أين تُستخدم كوبول اليوم؟
على الرغم من قدمها، لا تزال كوبول تشكّل العمود الفقري للأنظمة الحرجة حول العالم:
- تدير 43% من جميع أنظمة البنوك.
- تعالج معاملات يومية بقيمة 3 تريليون دولار.
- تدير 95% من نشاط أجهزة الصراف الآلي في الولايات المتحدة.
- تتولى 80% من المعاملات بالبطاقات الائتمانية الشخصية.
- تُشغّل 70-80% من المعاملات التجارية العالمية على أنظمة IBM iSeries.
على سبيل المثال، تمتلك إدارة الضمان الاجتماعي أكثر من 60 مليون سطر برمجي مكتوب بلغة كوبول. ووفقًا لشركة IBM، هناك حوالي 240 مليار سطر برمجي من كوبول قيد الاستخدام اليوم، مع كتابة حوالي 5 مليارات سطر جديد سنويًا.
لماذا لا تزال كوبول مطلوبة؟
هناك عدة عوامل تسهم في استمرار الطلب على مهارات كوبول:
البنية التحتية القديمة
تم بناء العديد من الأنظمة الحرجة في قطاعات البنوك والتأمين والحكومة منذ عقود باستخدام كوبول، ولا تزال تعمل بشكل موثوق. هذه الأنظمة تعالج كميات هائلة من البيانات والمعاملات التي قد تواجه التقنيات الحديثة صعوبة في التعامل معها بكفاءة.
تكاليف الاستبدال المرتفعة
إعادة كتابة هذه الأنظمة باستخدام لغات حديثة سيكون مكلفًا للغاية ومحفوفًا بالمخاطر. كما قال أحد الخبراء: “عندما يعمل النظام بشكل ممتاز، لماذا تغييره لمجرد التغيير؟”
نقص القوى العاملة
يتقاعد العديد من مبرمجي كوبول ذوي الخبرة، مما يخلق فجوة حرجة في المهارات. خلال جائحة كوفيد-19، ظهرت هذه المشكلة بوضوح عندما احتاجت أنظمة البطالة المثقلة إلى خبراء في كوبول للصيانة.
الفجوة التعليمية
لم تعد معظم المدارس والجامعات تُدرّس كوبول، مما يحدّ من تدفق المواهب الجديدة. وهذا أدى إلى وضع يتجاوز فيه الطلب على المبرمجين ذوي الخبرة العرض المتاح.
سوق العمل لمبرمجي كوبول
يقدّم سوق العمل لمبرمجي كوبول صورة مختلطة:
- زاد اهتمام الباحثين عن عمل بنسبة 707% خلال جائحة كوفيد-19، رغم أن إعلانات الوظائف الفعلية زادت بنسبة 6.47% فقط.
- تتركز وظائف كوبول في صناعات محددة: البنوك، التأمين، الحكومة والرعاية الصحية.
- تتطلب معظم الوظائف خبرة كبيرة بدلاً من قبول المبرمجين المبتدئين.
- تقارير الرواتب متباينة؛ بعضها يشير إلى تعويض جيد بسبب ندرة المهارات، بينما يُظهر البعض الآخر أن وظائف كوبول تدفع أقل مقارنة باللغات الحديثة.
مستقبل كوبول
على الرغم من التنبؤات بزوالها، أثبتت كوبول قدرتها على البقاء:
- تم تحديث اللغة نفسها بميزات مثل البرمجة الكائنية ودعم XML/JSON والتكامل مع السحابة.
- تعمل بعض الشركات على تحويل شيفرات كوبول إلى لغات حديثة، لكن هذه العملية معقدة وغالبًا ما تكون مكلفة.
- ترى العديد من المؤسسات أنه لا يوجد سبب مقنع لاستبدال الأنظمة التي لا تزال تعمل بكفاءة.
- تتوقع بعض المؤسسات المالية أنها “ربما” ستتخلص من كوبول خلال عشر سنوات.
في الوقت الحالي، تظل كوبول جزءًا أساسيًا وإن كان غير جذاب للبنية التحتية المالية والحكومية العالمية، ومن المرجح أن يستمر الطلب على المبرمجين المهرة بها لسنوات قادمة.