شخصيات مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في ألعاب بلايستيشن


تخيل أنك تلعب لعبة فيديو، وفجأة يبدأ أحد الشخصيات بالتحدث معك بشكل طبيعي، كأنه صديق قديم. هذا بالضبط ما تسعى إليه شركة سوني حاليًا من خلال تطوير شخصيات مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في ألعاب بلايستيشن.

مؤخرًا، انتشر مقطع فيديو مسرب من داخل شركة سوني، يُظهر شخصية “ألوي” من لعبة Horizon Forbidden West وهي تتفاعل مع اللاعب بشكل مذهل. هذه الشخصية الشهيرة، التي اعتدنا أن نتحكم بها فقط، أصبحت الآن قادرة على إجراء محادثات واقعية باستخدام صوت اصطناعي وتعبيرات وجه متقنة.

كيف تعمل هذه التقنية؟
في العرض التجريبي المسرب، استخدمت سوني تقنيات متقدمة مثل:

  • نظام Whisper من OpenAI لتحويل الكلام إلى نص.
  • نماذج GPT-4 وLlama 3 لفهم الحوار واتخاذ القرارات.
  • نظام Emotional Voice Synthesis (EVS) الخاص بسوني لتوليد صوت واقعي.
  • تقنية Mockingbird لتحريك الوجه بشكل طبيعي.

النتيجة كانت شخصية قادرة على الرد على أسئلة اللاعب والتفاعل معه بشكل ديناميكي أثناء اللعب. تخيل أنك في وسط مغامرة مثيرة، وتستطيع فجأة التوقف والتحدث مع “ألوي”، فتجيبك بصوتها وتعابير وجهها وكأنها شخصية حقيقية أمامك.

لكن بالطبع، هذه التقنية لا تزال في مرحلة النموذج الأولي. وفقًا لما ذكره “شاروين راغوباردجال”، مدير هندسة البرمجيات في قسم التكنولوجيا المتقدمة لدى سوني، فإن الهدف الأساسي هو استعراض الإمكانيات الداخلية لهذه التقنية. وقد تم اختبارها بالفعل على أجهزة PS5 بنجاح وبأداء جيد.

لكن ما هي الفوائد المحتملة لهذه التقنية؟

  • تفاعل أعمق: تخيل أنك تستطيع التحدث بحرية مع الشخصيات داخل اللعبة، مما يضيف طبقة جديدة من الواقعية والتفاعل.
  • تجربة أكثر تخصيصًا: يمكن للشخصيات أن تستجيب بشكل مخصص للاعبين المختلفين بناءً على أسلوب اللعب والأسئلة المطروحة.
  • توفير الوقت والجهد: بدلًا من كتابة مئات السطور الحوارية مسبقًا، يمكن للمطورين الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتوليد حوارات ديناميكية ومتجددة باستمرار.

لكن هناك أيضًا بعض المخاوف التي أثارها هذا التطور:

  • تأثير سلبي محتمل على الممثلين الصوتيين: قد يقلل الاعتماد على الأصوات الاصطناعية من فرص العمل للممثلين الصوتيين المحترفين.
  • تحديات إبداعية: قد يؤدي الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي إلى تقليل دور المطورين والكتاب في صياغة التجارب القصصية المميزة.

بالمقابل، شركات أخرى مثل Nvidia وMicrosoft بدأت بالفعل بتطوير تقنيات مشابهة لشخصيات NPC تعتمد على الذكاء الاصطناعي. مثلًا، Nvidia قدمت تقنية Ace التي تتيح للاعبين التحدث بحرية مع الشخصيات داخل الألعاب. كذلك Microsoft تعاونت مع Inworld AI لتطوير شخصيات وقصص تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

رغم المخاوف الموجودة حول تأثير هذه التقنيات على صناعة الألعاب ووظائف المطورين والممثلين الصوتيين، إلا أن التجارب المبكرة تبدو واعدة ومثيرة للاهتمام. تخيل أن تلعب لعبة يكون فيها الحوار مفتوحًا تمامًا، وتستطيع التحدث مع أي شخصية بحرية تامة كما لو كنت في عالم حقيقي!

في النهاية، ما زالت هذه التقنيات في مراحلها الأولى والتجريبية فقط. لكن المؤكد أن مستقبل الألعاب سيكون مختلفًا تمامًا بفضل تطورات الذكاء الاصطناعي. ربما خلال السنوات القادمة سنرى شخصيات ألعاب أكثر ذكاءً وتفاعليةً من أي وقت مضى.