مسيرة إيلون ماسك المهنية


تُشبه مسيرة إيلون ماسك المهنية رحلة مثيرة ومجنونة على قطار الملاهي، مليئة بالارتفاعات المفاجئة والمنعطفات المدهشة. بدءًا من مشاركته في تأسيس شركة “بايبال”، إلى قيادته لشركات مبتكرة مثل “تسلا” و”سبيس إكس”، أصبح ماسك رمزًا حديثًا للابتكار وريادة الأعمال، وساهم في تغيير صناعاتٍ عديدة كصناعة السيارات الكهربائية ورحلات الفضاء.

مصانع “غيغا” التابعة لشركة تسلا

يمكنك تخيل مصانع “غيغا فاكتوري” التابعة لشركة تسلا مثل مجموعات LEGO عملاقة للكبار، يُصنع فيها السيارات الكهربائية وبطارياتها على نطاق ضخم جدًا. تنتشر هذه المصانع العملاقة حول العالم، وهي السلاح السري الذي تستخدمه “تسلا” لخفض تكاليف السيارات الكهربائية وجعلها متاحة أكثر للجميع. إليك ما يميز هذه المصانع:

  • ضخمة الحجم: تخيّل مصنعًا كبيرًا جدًا لدرجة أنه يتسع للعشرات من ملاعب كرة القدم داخله.
  • ذات كفاءة عالية: تسلا تستخدم الروبوتات والذكاء الاصطناعي لتصنيع السيارات بسرعة مذهلة.
  • صديقة للبيئة: تهدف مصانع غيغا إلى تشغيل نفسها باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية.
  • الابتكار المستمر: تقوم تسلا باستمرار بتحسين وتطوير عمليات التصنيع، مثل تقنية “غيغا كاستينغ” الجديدة، التي تسمح بصناعة أجزاء السيارة الكبيرة في قطعة واحدة فقط، مما يوفر الوقت ويخفض التكاليف.

هذه المصانع ليست مجرد تغيير في طريقة تصنيع السيارات فحسب؛ بل تسرّع عملية التحوّل العالمي من السيارات التقليدية إلى الكهربائية بشكل واسع وكبير. وكأن شركة تسلا تلعب لعبة “مونوبولي” حقيقية، لكن بدلًا من بناء الفنادق، تبني مصانع مستقبلية تغيّر وجه صناعة السيارات بالكامل.

شركة “سبيس إكس” ورحلة الصواريخ التي يمكن إعادة استخدامها

تُشبه رحلة شركة “سبيس إكس” في تطوير الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام محاولة تعلُّم التقاط واستخدام أكبر “بوميرانج” في العالم. وحققت الشركة إنجازات مذهلة، منها:

  • أول هبوط ناجح: في ديسمبر 2015، نجحت “سبيس إكس” في إعادة صاروخ “فالكون 9” والهبوط به، وكان ذلك بدقة وكمال مثل لاعب جمباز يؤدي هبوطًا رائعًا.
  • الهبوط على منصات في البحر: بدأت “سبيس إكس” بإنزال صواريخها على منصات عائمة في المحيط، وهذه المهمة تُشبه محاولة إيقاف سيارة على طابع بريدي صغير جدًا وسط بحيرة واسعة.
  • إعادة الاستخدام بسرعة قياسية: طورت الشركة قدرتها من أشهر لإعادة استخدام الصواريخ إلى هدف طموح يصل إلى 24 ساعة فقط، وذلك يشبه تمامًا فريق الصيانة في سباقات الفورمولا 1.
  • الالتقاط المدهش في الهواء: في تجربة حديثة، تمكّنت “سبيس إكس” من التقاط معزز صاروخي ضخم في الهواء باستخدام أذرع ميكانيكية عملاقة، كأنها تلتقط صاروخًا قادمًا من الفضاء بقفاز روبوتي عملاق.

هذه الإنجازات لا تُعد مجرد عروض مثيرة، بل هي ثورة حقيقية في السفر إلى الفضاء، تخفض التكاليف بشكل كبير وتجعل مهمات كوكب المريخ ممكنة أكثر. كأن “سبيس إكس” تحوّل الصواريخ الباهظة التي تُستخدم مرة واحدة إلى “حافلات فضائية” قابلة للاستخدام المتكرر.

“نيورالينك” والتواصل بين الدماغ والحاسوب

تهدف تقنية “نيورالينك” (Neuralink) للربط المباشر بين الدماغ والكمبيوتر، كأنك تبني شبكة إنترنت فائقة السرعة لأفكارنا. هدف الشركة الأساسي هو مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الشلل الشديد على استعادة التحكم في حياتهم من خلال استخدام أجهزة الحاسب والهواتف الذكية بمجرد التفكير فيها فقط. هذه أبرز ما تأمل الشركة تحقيقه في المستقبل:

  • التحكم في الأجهزة عن طريق الأفكار: تخيل أنك تغيّر القنوات على التلفاز أو تكتب رسالة هاتفية بمجرد التفكير.
  • إعادة الحركة للمصابين بالشلل: تساعد التقنية المصابين على تحريك أذرع روبوتية أو التحكم بالكراسي المتحركة عن طريق أفكارهم.
  • علاج الأمراض العصبية: قد تساعد التقنيات الجديدة في تحسين أعراض أمراض مثل مرض باركنسون (الشلل الرعاش)، أو مرض الصرع.
  • تعزيز قدرات الإنسان: في المدى البعيد، قد تهدف “نيورالينك” إلى زيادة وإثراء القدرات الإدراكية للإنسان، وهو هدف ما يزال بعيد المدى ويثير الجدل.