لماذا لم أعد أثق بتطبيق واتساب رغم ميزاته الأمنية


صحيح أن واتساب واحدًا من أكثر تطبيقات المراسلة شهره، ويستخدمه الملايين يوميًا للتواصل مع الأصدقاء، العائلة، وزملاء العمل. فيه ميزات متقدمة أمنية المتقدمة، مثل التشفير من طرف إلى طرف، والذي يُفترض أن يضمن خصوصية المحادثات. ومع ذلك بدأت أفقد الثقة في واتساب لعدة أسباب تتعلق بالخصوصية، الشفافية، وسياسات الشركة الأم.

التشفير من طرف إلى طرف: هل هو كافٍ؟

يُروج واتساب لميزة التشفير من طرف إلى طرف كضمانة أساسية للخصوصية، حيث يتم تشفير الرسائل بحيث لا يمكن لأي طرف ثالث، بما في ذلك واتساب نفسه، الوصول إلى محتواها. لكن هناك مشكلة: التشفير لا يحمي كل شيء. بيانات التعريف الوصفية (metadata)، مثل من تراسله، ومتى، ومن أي مكان، لا تزال مكشوفة. هذه البيانات يمكن أن تكشف الكثير عن عاداتك وعلاقاتك الاجتماعية، حتى لو لم يتم الوصول إلى نص الرسائل.

علاوة على ذلك، يعتمد واتساب على البنية التحتية لشركة ميتا، التي تمتلك سجلًا مثيرًا للجدل في التعامل مع بيانات المستخدمين. حتى مع التشفير، لا يمكنني التخلص من الشعور بأن هناك عيونًا تراقب، ليس محتوى الرسائل، ولكن كل شيء آخر يحيط بها.

سياسات ميتا ومشاركة البيانات

منذ استحواذ فيسبوك (الآن ميتا) على واتساب في عام 2014، أثارت سياسات مشاركة البيانات مخاوف كبيرة. في عام 2021، أعلن واتساب عن تحديث لسياسة الخصوصية يطالب المستخدمين بالموافقة على مشاركة بياناتهم مع ميتا لأغراض تجارية. هذا التحديث أثار غضبًا واسعًا، حيث شعر الكثيرون أنه يتعارض مع الوعود الأولية للتطبيق باحترام الخصوصية.

على الرغم من أن واتساب أوضح أن الرسائل الشخصية لن تتأثر، إلا أن التواصل مع الحسابات التجارية قد يؤدي إلى جمع بيانات مثل أرقام الهواتف والمعاملات. هذه البيانات يمكن أن تُستخدم لتحسين الإعلانات المستهدفة على منصات ميتا الأخرى، مثل فيسبوك وإنستغرام. بالنسبة لي، هذا يعني أن واتساب لم يعد منصة مستقلة، بل جزءًا من نظام بيئي يهدف إلى تعظيم الأرباح على حساب خصوصية المستخدم.

البدائل المتاحة

ما زاد من عدم ثقتي هو وجود بدائل أكثر شفافية وتركيزًا على الخصوصية. تطبيقات مثل سيغنال وتيليغرام تقدم ميزات أمنية مماثلة، إن لم تكن أفضل في بعض الحالات. سيغنال، على سبيل المثال، هو تطبيق مفتوح المصدر، مما يعني أن أي شخص يمكنه التحقق من الكود الخاص به للتأكد من عدم وجود أي أبواب خلفية. كما أنه لا يجمع بيانات التعريف الوصفية بقدر ما يفعل واتساب.

تيليغرام، من ناحية أخرى، يوفر ميزات مثل الدردشات السرية والرسائل ذاتية الدمار، مما يمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في بياناتهم. هذه البدائل تجعل من الصعب تبرير الاستمرار في استخدام واتساب، خاصة عندما أشعر أنني مجرد رقم في نظام ميتا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *